يسمع الكثير من الناس عن مرض إعتام عدسة العين أو الكتاركت أو ما يشتهر بـ “المياه البيضاء”. ويسعى الكثير للبحث عن إجابة العديد من الأسئلة المتعلقة بهذا المرض.. هل هذا المرض له علامات واضحة؟ ما هو شكل المياه البيضاء في العين؟ هل يتغيّر شكل العين بعد عملية المياه البيضاء؟ وللإجابة عن هذه التساؤلات خصصنا لكم هذا المقال الذي نوضّح فيه كافّة الحقائق المتعلقة بمرض المياه البيضاء وتأثيره على شكل العين.
هل الإصابة بالمرض تعني وجود مياه بيضاء داخل العين؟!
إن أول ما يخطر ببال أي أحد يسمع عن مرض “المياه البيضاء” هو أنه توجد مياه حقيقة لونها أبيض داخل العين بما يؤثر على نظر المريض ويجعله لا يرى الصور بوضوح. ولكن الحقيقة بعيدة كل البعد عن ذلك، فليس هناك مياه.. ولا هي بيضاء..
إذًا.. فما هي طبيعة هذا المرض؟ وما تأثيره على شكل العين المصابة؟
ما هو شكل المياه البيضاء في العين؟
المياه البيضاء عبارة عن تغيّر وتحوّل يحدث في عدسة العين الموجودة داخل العين (والتي تعمل على كسر الضوء الساقط عليها على الشبكية حتى تحصل الرؤية)، هذا التغيّر الذي يحدث في مكوّنات عدسة العين الداخلية يؤدي إلى فقد شفافيتها، وتكتّلها، حتى يصير شكل العدسة أو لونها مائلًا إلى اللون الرمادي أو الأبيض، ولهذا يرجع سبب تسمية هذا المرض باسم “المياه البيضاء”.
ويختلف شكل المياه البيضاء في العدسة الداخلية حسب درجة الإصابة ونوع المياه البيضاء التي أصابت المريض، ففي بعض الأحيان تكون العدسة معتمة من الأطراف فقط، وفي بعض الحالات تكون العدسة معتمة من مركزها فقط، وفي أحيان أخرى تكون العدسة معتمة بالكامل، وغالبًا ما يكون ذلك في الحالات المتأخرة من المرض.
كيف يتخلص المرضى من المياه البيضاء في العين؟
إن السبيل الوحيد للتخلص من المياه البيضاء هو الخضوع لعملية جراحية تهدف إلى إزالة هذه العدسة المعتمة واستبدالها بأخرى شفافة صناعية تقوم بوظيفتها.
ولكن بالطبع لا يوجد مثل عدسة العين الطبيعية التي خلقها الله، والتي بإمكانها أن تساهم في رؤية الأشياء القريبة والبعيدة على حدٍ سواء، دون أن يجد العقل صعوبة في ذلك، أو يشعر الشخص بأي انزعاج في أثناء انتقال البصر من الجسم القريب إلى البعيد أو العكس. بل إن العدسات الصناعية التي يتم زراعتها داخل العين في عملية المياه البيضاء غالبًا إما أن تكون أحادية البؤرة أو متعددة البؤر.
تهدف العدسات أحادية البؤرة إلى تحسين كفاءة الرؤية في المسافة البعيدة فقط، ويحتاج المريض حينها إلى ارتداء نظارة طبية حتى يتمكن من رؤية الأجسام القريبة، إذا فإن المريض بعد هذه العملية لن يستغنى عن النظارات الطبية.
أما العدسات متعددة البؤر فإنها تهدف إلى تحسين الرؤية في المستوى البعيد والقريب على حدٍ سواء، ولكن ما يعيبها أن العقل لا يتأقلم على هذا الوضع بسهولة، ويشعر المريض بالانزعاج قليلًا في بداية الأمر، ولكن سرعان ما يعتاد العقل على هذه الآلية، ويتحسن نظر المريض في جميع المستويات، ولا يحتاج لارتداء النظّارات الطبية مرةً أخرى.
وهنا عرفنا أن المياه البيضاء يُتخلص منها عن طريق زراعة عدسة أخرى مكان العدسة التالفة أو المعتمة.. ولكن هل هذه العدسة الجديد تؤثر على شكل العين بعد العملية؟
ما هو شكل العين بعد عملية المياه البيضاء؟
نظرًا لخلط الكثير من الناس بين عدسات المياه البيضاء والعدسات اللاصقة التي يرتديها البعض ليغيّر لون عينيه، فإنهم يظنون أيضًا أن عدسات المياه البيضاء ستغيّر شكل العين ولونها بعد العملية.
ولكن في حقيقة الأمر ليس هناك أي علاقة لعدسة المياه البيضاء بشكل العين أو لونها، فالمسؤول عن لون العين هو جزء في العين يسمى القزحية، أما العدسة فهي شفافة داخل العين، ويتم استبدالها بأخرى شفافة أيضًا، وبنفس قياسات العدسة القديمة، وبالتالي لن يلاحظ أي أحد أن المريض قد خضع لعملية في عينيه أو أن شكله عينه قد تغيّر.
إلا في حالة ما إذا كانت المياه البيضاء متطورة للغاية قبل الخضوع للعملية وحوّلت لون حدقة العين إلى اللون الأبيض، فحينها -بالتأكيد- سيلاحظ المحيطون بالمريض عودة لون حدقة العين إلى اللون الأسود بعد العملية مرة أخرى لأن العدسة صارت شفافة من جديد.