المياه البيضاء في العين هي واحدة من الأمراض الشهيرة التي تصيب الكثير من الناس، وخاصة كبار السن، وهي عبارة عن عتامة في عدسة العين الداخلية المسؤولة عن كسر الضوء وتركيزه على الشبكية. وتؤثر هذه المشكلة على جودة الإبصار لدى المريض، إذ تجعل الرؤية ضبابية، وتؤثر على نمط حياته اليومي بصورة كبيرة، فلا يتمكن من القراءة، أو العمل على الكمبيوتر إلا من خلال ارتداء النظارات الطبية.. بل وقد يكون المرض مزعجًا للمريض بصورة أكبر من ذلك، بألا تتحسن الرؤية حتى مع ارتداء النظارات الطبية.
ولكن لحسن الحظ، أنه يمكن التخلص من هذه المشكلة نهائيًا، والحصول على أعلى كفاءة للرؤية من جديد، وذلك من خلال عملية المياه البيضاء في العين.. وتعتبر نسبة نجاح عملية المياه البيضاء هي الأعلى من بين معظم العمليات التي تُجرى في العيون.
وفي هذا المقال نتعرف على نسبة نجاح عملية المياه البيضاء، ومدى خطورة هذه العملية، والمضاعفات المتعلقة بها.
نسبة نجاح عملية المياه البيضاء في العين
تُجرى عملية المياه البيضاء باستخدام تقنيات حديثة، مثل تقنية الليزر وتقنية الفاكو، وهما تقنيتان تساهمان في تفتيت العدسة المعتمة (المياه البيضاء)، وإزالتها من العين. ويلي هذه الخطوة زرع عدسة من نوعٍ خاص تساهم في تحسين الرؤية لدى المريض، سواء للمسافات البعيدة فقط، أو على مستوى النظر بالكامل، فيرى المريض المسافات القريبة والمتوسطة والبعيدة بوضوح كالأشخاص الطبيعيين.
وعن نسبة نجاح عملية المياه البيضاء.. فإنها تتجاوز الـ 99% بفضل هذه التقنيات الحديثة التي باتت تستخدم في إجراء العملية، وهي أعلى من نسبة النجاح الخاصة بالجراحة التقليدية لإزالة المياه البيضاء.
وبالإضافة إلى أن التقنيات الحديثة المستخدمة في عملية المياه البيضاء هي من أسباب ارتفاع نسبة نجاح العملية، فإن الجرح المُطبق في العملية أيضًا يؤثر في نسبة النجاح وأمان العملية، إذ إنه في تقنية الليزر أو الفاكو لا يتجاوز الجرح الـ 2 ملم، بينما في الجراحة التقليدية قد يصل طول الجرح لأكثر من 11 أو 12 ملم، وهو ما يزيد من خطر التعرض للعدوى.
وفيما يلي بيان العوامل المؤثرة على نسبة نجاح عملية المياه البيضاء بشيء من التفصيل.
العوامل المؤثرة على نسبة نجاح عملية المياه البيضاء
هناك عدة عوامل تؤثر على نسبة نجاح عملية المياه البيضاء، من أهمها:
التقنية المستخدمة في العملية
فكما وضحنا سابقًا، يؤثر نوع التقنية المستخدمة في العملية في نسبة نجاحها، وفي مدى إمكانية حدوث مضاعفات بعد العملية، فتقنية الفاكو هي الأعلى من حيث نسبة النجاح، فهي تعتمد على الموجات فوق الصوتية، ولا تعتمد على أي أدوات جراحية أخرى.
بينما يأتي بعد هذه التقنية تقنية الليزر، فقد باتت تستخدم حديثًا في تفتيت العدسة المعتمة أيضًا.
وتحتل الجراحة التقليدية المرتبة الأخيرة من حيث نسبة نجاح العملية، إذ إنها تعتمد على عمل شق جراحي كبير بجوار القرنية، وتعتمد على استخدام المشرط الجراحي، والذي يحتاج إلى دقة كبيرة في استخدامه حتى لا تتعرض أنسجة العين للضرر.
خبرة الطبيب المُجري للعملية
وهذا العامل يعتبر أهم عامل من عوامل نجاح العملية، لأن الطبيب الماهر المتخصص وحده هو الذي يستطيع تفادي وقوع مضاعفات عملية المياه البيضاء، سواء أثناء الإجراء أو بعده.
وتنقسم العملية إلى شقّين أساسين، الأول هو إزالة العدسة المعتمة.. بينما الشق الآخر من العملية هو الأهم، ألا وهو زراعة العدسة الجديدة.
وتعتبر زراعة عدسات المياه البيضاء هي من أهم الخطوات التي تساهم في زيادة نسبة نجاح عملية المياه البيضاء أو انخفاضها، إذ إنها تبدأ بالاختيار الجيد والمناسب للمريض، فمن الممكن أن يخضع المريض لعملية المياه البيضاء ويزرع عدسة غير مناسبة لحالته، فلا تكون الرؤية واضحة بعد العملية، بل يحتاج أيضًا لنظارة طبية ليحصل على كفاءة الرؤية المناسبة.. ويرجع ذلك إلى سوء اختيار الطبيب للعدسة المناسبة للمريض.
ولكن الطبيب الخبير هو الذي يتمكن من فحص عين المريض جيدًا للتأكد من عيوب الإبصار الموجودة لديه على مستوى العين بالكامل، بداية من القرنية، وحتى جميع أجزاء العين، فقد يكون مصابًا بطول النظر أو قصر النظر أو الاستجماتيزم أو لديه تشوهات بصرية مؤثرة على جودة الرؤية، فحينها يتخير الطبيب أفضل أنواع عدسات المياه البيضاء المناسبة لعلاج المشكلات التي يعاني منها المريض، وبالتالي يحصل المريض على أعلى نسبة نجاح للعملية، وعلى أفضل نتيجة متوقعة منها.
جودة الخدمات الطبية المقدمة من المركز أو العيادة
حتى ترتفع نسبة نجاح عملية المياه البيضاء يجب أن تكون الأجهزة المستخدمة في العمليات حديثة، ومعتمدة عالميًا، بالإضافة إلى أن تكون غرفة العمليات على أعلى مستوى من النظافة والتعقيم، وذلك لتوفير بيئة مناسبة للعملية، لا تجعل المريض يصاب بواحدة من أخطر مضاعفات عملية المياه البيضاء.. ألا وهي العدوى البكتيرية.
هذه هي أهم العوامل المؤثرة على نسبة نجاح عملية المياه البيضاء.. وفيما يلي نعرف مدى خطورة المياه البيضاء على العين والمضاعفات المتوقعة لها.
هل عملية المياه البيضاء خطيرة؟
إن سؤال “هل عملية المياه البيضاء خطيرة” هو واحد من الأسئلة المتكررة بالنسبة لمرضى المياه البيضاء والمرشحين لعملية إزالة المياه البيضاء.. فبالطبع يخشى هؤلاء من أن يصيبهم ضرر بسبب العملية، ويفضّل بعضهم استمرار نمط حياته كما هي (مع تأثر نظره بصورة كبيرة) خوفًا من الخضوع لهذه العملية.
وفي الحقيقة إن عملية المياه البيضاء ليست خطيرة على الإطلاق، فهي واحدة من العمليات التي لها أعلى معدلات الأمان، وتقتصر خطورتها فقط على إهمال اختيار الطبيب المتخصص لإجراء العملية، أو الخضوع للعملية في بيئة غير معقمة، فإن ذلك قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات عملية المياه البيضاء، والتي سنبينها لكم تفصيليًا في الفقرة القادمة.
مضاعفات عملية المياه البيضاء في العين
بصورة عامّة.. لا تحدث مضاعفات بعد إجراء عملية المياه البيضاء، خاصة وإن أجريت بإشراف طبيب ماهر متخصص، ولكن بإجراء العملية في بيئة غير معقمة بالشكل الكافي قد يصاب المريض بالمضاعفات التالية:
- العدوى البكتيرية.
- انفصال الشبكية.
- تحرك عدسة العين المزروعة من مكانها الطبيعي.
- عدم وضوح الرؤية بعد العملية بسبب اختيار عدسة غير مناسبة للمريض.
- الألم.
ولكن عند إجراء العملية على يد طبيب متخصص، فإن المريض يتجنب كافة هذه المضاعفات. وكإجراء وقائي، يصف الأطباء المتخصصون مجموعة من القطرات المرطبة وقطرات المضاد الحيوي، إذ تساهم هذه القطرات في تجنيب المريض الإصابة بالعدوى، وكذلك الجفاف بعد العملية، ولكن على المريض أن يلتزم بوضع هذه القطرات في المواعيد التي يصفها الطبيب، وألا يتوقف عن تطبيقها دون استشارة الطبيب.